كيف تكتب مراجعة فيلم بأسلوبك الخاص: بين الشجاعة والاحتراف
في عالم مزدحم بالآراء والمنصات، تبدو مراجعة الأفلام مهمة سهلة ظاهريًا. يكفي أن تقول إن الفيلم كان "جيدًا" أو "سيئًا"، أليس كذلك؟
لنبدأ من الأساس.
1. لا تكن موضوعيًا… كن صادقًا
الخطأ الشائع لدى كثير من النقاد المبتدئين هو اعتماد أسلوب رسمي باهت، مليء بالعبارات الأكاديمية والجمل المعقدة، وكأنهم يكتبون لأستاذ جامعي لا لقارئ متحمس. هذا الأسلوب يفتقر إلى الحياة والطاقة، ولا ينقل أبدًا ما شعرت به أنت.
إيبرت وسيسكل اتفقا على أن الكتابة بصيغة المتكلم (أنا) ضرورية. النقد الجيد لا يقول: "الفيلم مضحك" بل: "ضحكت بشدة أثناء المشاهدة، وهذا ما أثار ضحكي..."
✦ إذًا، ابدأ من نفسك، لا من الجمهور. تخلّ عن "الصوت الرسمي" واكتب بصوتك الحقيقي.
2. افهم بنية المراجعة: البداية والوسط والنهاية
بحسب مونا ريدر، كل مراجعة جيدة تتكوّن من:
-
مقدمة:ابدأ بحكاية، أو معلومة مثيرة عن صُناع الفيلم، أو فقرة تمهيدية تشعل اهتمام القارئ. حدّد في البداية هدف مقالتك هل ستناقش تجربة الفيلم؟ أداؤه الفني؟ رسالته السياسية؟
-
الجزء الأوسط (التحليل):هنا تُسرد الحبكة بحذر، وتقدّم حججك المؤيدة أو المعارضة للفيلم.لا تكتب: "الأداء كان جيدًا." بل صف تأثيره عليك: "كان أداء الممثلة صادقًا إلى درجة أنني شعرت باختناق في المشهد الختامي."
-
الخاتمة:لا تضف معلومات جديدة هنا. اختصر أفكارك السابقة، وانهِ بسؤال مثير للقارئ، أو تأمل ختامي.
3. لا تفسد الفيلم: متى تتوقف عن كشف الحبكة؟
احذر من الإفراط في كشف الأحداث. مونا تقترح أن لا تتجاوز في وصفك منتصف الفيلم أو نهاية الفصل الأول. الهدف هو أن تعطي فكرة عن الموضوع، لا أن تسرد القصة.
4. لا تكتب "جيد" أو "سيء"... بل فسّر لماذا
ابدأ بالوصف. هل التصوير كان ثابتًا أم مهتزًا؟ هل استخدمت الإضاءة الباردة لإيصال الشعور بالوحدة؟ هل اعتمد المخرج على لقطات مقربة لتكثيف التوتر؟
5. ضع الفيلم في سياقه
6. لا ترضِ أحدًا... واكتب بشجاعة
وهو أيضًا الذي لا ينحني للصواب السياسي، أو لما هو "مقبول اجتماعيًا". فالمراجعة الجيدة تُفكر، لا تُجامل.
7. نصائح أخيرة من محرّرة محترفة
مونا ريدر، التي راجعت آلاف المقالات، تنهي نصائحها بالتالي:
-
راجع قواعدك النحوية والإملائية – الأخطاء تضعف مصداقيتك.
-
اقرأ مقالك بصوتٍ عالٍ قبل النشر – ستكتشف الأخطاء التي لم تلاحظها بعينيك.
-
ارشد القارئ – لا تختصر الأفكار وتفترض أنه يعرف ما تعرفه.
-
لا تخف من استخدام كلمات أكثر – الكتابة الواضحة أفضل من الاختصار الركيك.
خاتمة: النقد هو أن تقول "هذا ما شعرت به"
سواء كنت تبدأ رحلتك النقدية، أو تسعى لتطوير أسلوبك، تذكّر أن أفضل مراجعة تكتبها هي تلك التي تنقل ما شعرت به أنت لا ما يُفترض أن تشعر به.
تعليقات
إرسال تعليق
هل أعجبك المقال؟ شاركنا رأيك!
نحن نؤمن أن السينما تصبح أكثر إلهاماً حين نناقشها سوياً.