ما جاء في مقابلة كوينتين تارانتينو و حديثه عن فيلمه Reservoir Dogs

السؤال: ما معنى "Reservoir Dog"؟
الإجابة: حسنًا، "Reservoir Dog" هو هارفي كيتل، وتيم روث، ومايكل مادسن، وكريس بن، وستيف بوسيمي، وأنا... لا، لا أجيب على هذا السؤال، ما هو كلب المستودع، لأن الأمر أقرب إلى شعور أو مزاج أكثر من كونه معنى محدد. هؤلاء الرجال هم "Reservoir Dogs"، أياً كان معناها، فهم كذلك.
والسبب الذي يجعلني لا أُفصح عن أصل التسمية، رغم أنها جاءت من مكان ما فعلاً، هو أنني أحب أن يأتيني الناس ويخبروني بما يظنون أنه المعنى، وقد سمعت تفسيرات جامحة فعلاً. وبالنسبة لي، كل ما يقوله الناس صحيح. أحب فكرة استمرار هذا الإبداع المتبادل، ذهابًا وإيابًا.
قال لي أحدهم مرة: "كلب المستودع هو تعليق على فيلم Straw Dogs، أليس كذلك؟"، وآخر قال لي: "من الواضح أنه يعني الجرذ، كأن كلب المستودع رمز للخيانة"، ثم جاء آخر وقال: "أنا اكتشفت المعنى الحقيقي؛ Res تعني احتياطي، وwar تعني حرب، إذًا هم كلاب الحرب الاحتياطيون"... وأحب ذلك كله!


السؤال: ما هو موضوع الفيلم باختصار؟
الإجابة: إنه قصة مجموعة من الرجال يخططون لسرقة، وكل ما يمكن أن يسوء، يسوء بالفعل.
والشيء المميز في هذا الفيلم، مقارنة بأفلام السرقة الأخرى — ليس أنه أفضل منها بالضرورة — بل المختلف فيه هو أن اللحظة التي عادة ما تأخذ عشر دقائق في أفلام السرقة الأخرى، مثل: وصولهم إلى موقع الالتقاء، وتقسيم الغنائم، وحدوث أمر غريب... تلك اللحظة التي تكون عادةً في نهاية الفيلم، قررت أن أجعل الفيلم كله عنها.

أساسًا، أحداث هذا الفيلم تدور خلال ساعة واحدة — يستغرق مشاهدته أكثر من ذلك بقليل لأنني أستخدم التنقلات الزمنية ذهابًا وإيابًا — لكن ما أردت فعله هو إزالة ساعة الفيلم السينمائية التي تدق في معظم الأفلام، والتي تشعرك بأن الزمن يتغير سريعًا، واستبدالها بساعة حقيقية.
فمثلاً، عندما يكون الرجال داخل المستودع لمدة ساعة، تكون أنت أيضًا معهم في نفس الساعة. كل دقيقة تمر عليهم، تمر عليك. كل لحظة من قلقهم، تعيشها أنت أيضًا. لا تتدخل السينما لتجعل الأمور أسهل أو أكثر سلاسة أو أسرع. أنت محاصر معهم داخل هذا المكان الضيق، المليء بالتوتر والقلق والخطر، في كل ثانية.
لذلك، هذه هي قصة الفيلم باختصار.


السؤال: من هو البطل؟ ولماذا؟
الإجابة: هذا أمر متروك للجمهور ليقرر بنفسه.
يجب أن أتكلم بشكل مبهم لأن هناك بعض المفاجآت التي نتركها للمشاهد.
هناك شخصية معيّنة — لن أذكر اسمها — يظن الكثيرون أنها البطل. شخصيًا، لا أعتقد أنه البطل، بل أراه الشرير.
ومن جهة أخرى، هناك شخصية السيد "وايت" التي يؤديها هارفي كيتل، وأنا أعتبره هو البطل.
لكنك ترى في شخصيته شيئًا من التناقض: يظهر التعاطف، والمشاعر، وشرف اللصوص، ويتمسك بمبادئه... وفي الوقت نفسه، تراه يقتل رجال الشرطة دون أن يرمش له جفن.

لا أحد في هذا الفيلم بطولي بالكامل أو شرير بالكامل.
حتى شخصية "السيد بلوند"، وهي من الشخصيات السيئة لأنه ببساطة مضطرب نفسيًّا، لا يمكن اختزالها في الخير أو الشر. في هذا العالم الذي بنيته، هو أظهر ولاءً عظيمًا تجاه "جو" (الذي يؤديه لورانس تيرني) وابنه "إيدي" (الذي يلعب دوره كريس بن). قضى فترة في السجن من أجلهم، وكان بإمكانه التعاون مع الشرطة لكنه لم يفعل و أثبت ولاءه. 

هذه هي طبيعة البشر. هذه هي طبيعة الشخصيات.
لم أرغب في تقديم شخصيات تحاول أن تكون كل شيء للجميع. هم يظهرون بوجه معين، لكن في الوقت ذاته، هناك وجه آخر.


السؤال: هل يمكنك أن تصف لنا كيف شارك هارفي كيتل في الفيلم؟ وكيف حصلت منه على هذا الأداء؟
الإجابة: شارك هارفي كيتل في الفيلم لأنه كان دائمًا ممثلي المفضل. منذ أن رأيته في Taxi Driver وThe Duellists وMother, Jugs & Speed وكل تلك الأفلام، كنت معجبًا به بشدة. كان حلمًا أن أعمل معه يومًا ما.

أما عن كيفية حصوله على النص، فالأمر كان غريبًا بعض الشيء... المنتج الخاص بي، لورانس بندر، صديق مقرب لي، وكان يأخذ دروسًا في التمثيل. زوجة أستاذه في التمثيل كانت ممثلة وتعرف هارفي من "Actor’s Studio". فأعطى لورانس النص لأستاذه، الذي قرأه وأعجبه، فأعطاه لزوجته، التي قرأته وأُعجبت به أيضًا، فناولته لهارفي. وبعد ثلاثة أيام، اتصل بي هارفي على الهاتف وقال:
"مرحبًا، أنا هارفي كيتل، وأريدك أن تعرف أن النص رائع. رائع بحق. أود أن أشارك فيه. أريد أن أكون جزءًا منه. في الواقع، أود أن أساعد في إنتاجه أيضًا إن أمكن."
كنت مذهولاً... "هارفي كيتل؟! يا إلهي!"
ولدي حتى اليوم الشريط الذي ترك عليه الرسالة على جهاز الرد الآلي. لا زلت أحتفظ به إنها رسالة هارفي كيتل! ثم شارك في المشروع، وساعدنا كثيرًا.
بمجرد أن أضاف اسمه إلى الفيلم، أصبحنا أنا ولورانس مخرجين حقيقيين في نظر الناس، لا مجرد شابين تائهين يحملان نصًا في أيديهم. أصبحنا رسميين.
عندما كنا نذهب إلى مكاتب المنتجين ونقول إن هارفي كيتل معنا، لم يكن هذا يعني أنهم سيفتحون لنا خزائن المال، لكنه جعلهم يأخذوننا على محمل الجد.

بل إن هارفي تجاوز ما يمكن أن يُتوقع من أي ممثل. عندما كنا نقوم بعملية اختيار الممثلين (الكاستينغ)، لم يكن لدينا أي مال، لا أنا ولا لورانس. فقال هارفي:
"أظن أنه من الضروري أن تذهبا إلى نيويورك وتجرِيا بعض الاختبارات هناك. هناك ممثلون رائعون لن تراهم إن بقيتما في لوس أنجلوس فقط."
فقلنا له: "نعم، هارفي، كلامك صحيح... لكن لا يمكننا تحمّل تكاليف السفر."
فقال: "لا يمكنني تحمّل هذا! يجب أن نذهب إلى نيويورك. وإن اضطررتُ أن أدفع أنا، فسأدفع."
وفعلًا، دفع لنا تذاكر الطيران، ووفّر لنا الفندق، ورتّب لنا جلسات اختيار الممثلين عبر صديق له يعمل كمدير كاستينغ هناك، ودفع كل هذا من ماله الخاص، لأنه آمن بأن الفيلم يستحق.

ومن جلسات اختيار الممثلين في نيويورك، حصلنا على ستيف بوسيمي الذي أدى دور السيد "بينك".
ولولا هارفي، ربما كان سيأخذ ذلك الدور شخص آخر.


السؤال: كيف شارك تيم روث في الفيلم؟ ولماذا اخترت ممثلًا إنجليزيًا؟
الإجابة: هذا سؤال طريف، لأنه لم يسألني أحد هذا السؤال إلا عندما وصلت إلى إنجلترا! في أمريكا، لا أحد يهتم، ببساطة.
لكن تيم جاء، ولم يقرأ للدور مثل الآخرين. كل الممثلين الآخرين قرأوا مشاهد، باستثناء هارفي طبعًا. أما تيم، فقد جلس ببساطة وهو يرتدي قميص كرة قدم جِلدية وبنطال جينز ممزق، ويدخّن، ويتصرف ببساطة.
قلت في نفسي: "يا له من شخص مناسب تمامًا!" كانت لغة جسده مثالية، كل شيء فيه بدا مناسبًا تمامًا للدور.

فاخترته دون أن يقرأ أي مشهد أمامي رسميًا.

سألني بعضهم: "ألم تكن قلقًا من نطقه للهجة الأمريكية؟"
قلت: "إنه ممثل، وهذا ما يفعله الممثلون!"
خصوصًا شخص مثل تيم، الذي أثبت تنوعه في أدواره، من فيلم إلى آخر مثل الشخصية التي أداها في "Made in Britain" مختلفة تمامًا عن "Vincent & Theo"، ومختلفة عن "Rosencrantz & Guildenstern"، وكلها تختلف عن فيلم "Meantime".
تعلم اللهجة الأمريكية لم يكن ليكون عقبة بالنسبة له.

لكن الغريب في الأمر أنني ظللت أضغط عليه ليقرأ لي مشهدًا ليس لأن القراءة في الغرفة مهمة جدًا، بل فقط لأحصل على إحساس مباشر.
ثم جاء اليوم الذي أراد فيه هارفي أن يلتقيه، فذهبنا نحن الثلاثة إلى مطعم لتناول السندويشات.
قال هارفي: "تيم، سيكون من اللطيف أن تقرأ لنا. فقط من أجل المتعة، لا ضغوط."
فقال تيم: "أتعلم؟ إن قرأت، لن أحصل على الدور. من الأفضل أن تشاهدوا أعمالي السابقة وتغامروا. لكن لو قرأت، لن أحصل عليه، وأنا أعلم ذلك."
فقلنا: "حسنًا، لا بأس."

غادر هارفي، وبقيت أنا وتيم. ذهبنا بعدها إلى حانة. كانت الساعة الثانية صباحًا، وكنا سكارى تمامًا.
قال لي تيم: "كوينتن، هل تريدني أن أقرأ لك الآن؟ سأفعل!"
لم يكن معي النص، فقلت: "لا بأس، أتذكر أحد المشاهد."
قال لي: "لا، لدي النص في شقتي. لنذهب، نشتري بعض الجعة، ونقرأه هناك."

وفعلًا، اشترينا الجعة، وعدنا إلى شقته، وجلسنا نقرأ النص كاملًا، أنا أؤدي جميع الشخصيات الأخرى، وهو يؤدي شخصية السيد "أورانج"، ونحن في حالة سُكر.
وحين غادرت شقته في الرابعة صباحًا تقريبًا، كنت قد قررت من داخلي أن الدور سيكون له.


السؤال: هل يمكنك أن تشرح لنا لماذا ارتدى الممثلون بدلات سوداء؟
الإجابة: هذا من الأمور التي أحبها، لأنها حققت غرضين في آنٍ واحد.
من جهة، كان قرارًا جماليًا بحتًا. لا يهم من هو — من دون نوتس إلى جيمس كوكا — عندما يرتدي أحدهم بدلة سوداء مع ربطة عنق سوداء نحيلة، فإنه سيبدو أفضل.
أي شخص يرتدي بدلة سوداء سيبدو أكثر أناقة مما يبدو عادةً. هناك شيء في هذه الإطلالة يجعل صاحبها يبدو "كول"، أنيقًا ومميزًا، وأنا أحببت هذا المظهر، بدا لي نظيفًا ومرتبًا.

ومن جهة أخرى، القرار له أساس واقعي أيضًا.
كثير من اللصوص الحقيقيين، عندما يخططون لعملية سرقة، يرتدون زيًا موحدًا قد تكون بدلات سوداء، أو جاكيتات "رايدرز"، أو معاطف، أو أي شيء يجعلهم متشابهين.
الفكرة هي أنهم عندما يذهبون للسرقة جميعًا وهم يرتدون الشيء نفسه، ثم يغادرون، تأتي الشرطة وتسأل الشهود: "كيف كانوا يبدون؟"
فيُقال لهم: "لا أدري، جميعهم كانوا يرتدون بدلات سوداء. ربما كان أحدهم أشقر، لا أذكر."
هكذا تصبح الأوصاف غير مفيدة، ويصعب تمييزهم.

فمن خلال هذا القرار، أكون قد أشبعت رغبتي الفنية من جهة، وحققت واقعية في السرد من جهة أخرى.


السؤال: ماذا عن الموسيقى في الفيلم؟
الإجابة: جزء من ذلك نابع من فكرة منتشرة في أمريكا — لا أعلم إن كانت موجودة هنا في أوروبا — وهي وجود محطات إذاعية متخصصة في أغاني الزمن الجميل، أو ما يُسمّى "Oldies".
في لوس أنجلوس مثلًا، حيث أعيش وحيث تدور أحداث الفيلم، هناك أربع محطات على الأقل لا تبث إلا الأغاني القديمة.
وغالبًا ما تبث تلك المحطات أغاني مخصصة في عطلات نهاية الأسبوع 

فخطرت لي فكرة أن أحداث الفيلم تدور خلال عطلة نهاية أسبوع تُبث فيها أغانٍ من السبعينيات، وتكون محطة الراديو جزءًا من الأجواء.
وحين قررت ذلك، لم أرغب باستخدام أغانٍ "محترمة" من السبعينيات لا "ليد زبلن"، ولا "مارفن غاي"، ولا "ليتل فييت"... بل أردت الأغاني الفقاعية المرحة، البوب الخفيف، من أوائل السبعينيات.
لأنني أحب هذا النوع من الأغاني، فقد نشأت وأنا أسمعه.
حين بدأت أتذوق الموسيقى، كان هذا النوع هو المنتشر على الراديو.

ومن الناحية التاريخية، كانت تلك الفترة (من 1970 إلى 1974) آخر حقبة ازدهر فيها "الروك الفقاعي".
بعد 1974، أصبحت الموسيقى أكثر توجهاً نحو الألبومات، ولم تعد الأغاني المنفردة تُشترى كما في السابق.

فأردت أن أستخدم تلك الموسيقى المرحة في مشاهد الفيلم. وهذا القرار أيضًا حقق غرضين:
أولًا، يخفف من حدّة الفيلم في أغلب أجزائه. فأنت تشاهد فيلمًا مكثفًا ومتوترًا، ثم تسمع أغنية خفيفة تضحك لها قليلًا.
لكن في "مشهد التعذيب" الشهير الذي يتحدث عنه الجميع، الأغنية التي استخدمناها — Stuck in the Middle with You — كانت لها وظيفة عكسية.
فهي أغنية مرحة وراقصة، وعندما تبدأ، تشعر أنك تود أن تهزّ قدمك على الإيقاع، ثم ترى مايكل (مستر بلوند) يرقص بخفة، ومن الصعب ألا تبتسم لرؤيته، لأنه مستمتع بما يفعل.

لكن فجأة... يحدث العنف. لحظة مفجعة.

وبما أنك قد استمتعت بالموسيقى والرقصة، فأنت الآن شريك في المشهد، ولا يمكنك الانسحاب.
لقد أصبحت متواطئًا. وهذا ما يجعل المشهد مزعجًا جدًا.


السؤال: أليس من العبء أن تحقق نجاحًا ضخمًا في أول فيلم لك؟
الإجابة: لا، لا أراه عبئًا على الإطلاق. أن يكون أول أفلامك ناجحًا هو أمر جيد.
الناس يتحدثون عن "لعنة الفيلم الثاني"، ويقولون: "كيف ستتجاوزه؟ كيف ستتفوق عليه؟" لكني لا أفكر بهذه الطريقة أبدًا.

أولاً، أنا أعرف تمامًا ما هو فيلمي القادم، لذا لست تائهًا أو مترددًا بين الاتجاهات لا أفكر: هل أذهب يسارًا؟ أم يمينًا؟ صعودًا أم هبوطًا؟ لا، أنا أعرف بالضبط ما أفعله بعد ذلك، وأنا منشغل به بالفعل.

وثانيًا، لا أفكر في الأمر بمعايير ضخمة أو فلسفية.
وأعتقد أيضًا أنني — كوني مهووسًا بالأفلام — أعي بعض الفخاخ التي يقع فيها الناس.
كم مرة شاهدت فيلمًا أول لمخرج وأعجبت به جدًا، ثم ذهبت بحماس لمشاهدة فيلمه الثاني وقلت: "ما هذا؟!"
هذا حدث لي أكثر مما تتصور. ولا أريد أن أكون من أولئك الذين خذلوا جمهورهم في الفيلم الثاني.

لكنني لا أتعامل مع الأمر على أنه: "عليّ أن أُرضي إرث Reservoir Dogs"، أو "يجب أن أُكمل على نفس الوتيرة"، أو "يجب أن أتجاوز نفسي"... لا شيء ذو قيمة يُمكن أن يُنتَج إذا فكرت بهذه الطريقة.

في الواقع، سأقول لك ما أتوقعه، وسجّله على من يشاهد هذه المقابلة بعد ثلاث أو أربع سنوات:
لقد بالغوا في مدح فيلمي الأول.
سوف يقللون من قيمة فيلمي الثاني.
سيقولون: "أوه، ليس بنفس الجودة." رغم أنه سيكون فيلمًا جيدًا، لكن لن يُمنح نفس القدر من التقدير.
ثم مع الفيلم الثالث، سيبدأ التوازن في الظهور.


السؤال: هل تنوي تصوير لقطات إضافية أو إعادة مشاهد محذوفة؟
الإجابة: في الحقيقة، الفيلم حقق نجاحًا أكبر في أوروبا مما حققه في أمريكا وهذا شيء محيّر بالنسبة لي.
منذ أن وصلت إلى هنا وأنا أفكر في الأسباب. لدي بعض النظريات، لكن لا أريد أن أعطي انطباعًا خاطئًا فالفيلم أدى أداءً جيدًا في أمريكا، لكن ضمن فئة الأفلام "الفنية".

في أمريكا، تم تصنيفه كفيلم فني، عُرض في صالات محدودة، ونال تغطية صحفية بوصفه عملًا "فنّيًا".
فلم يعرض على نطاق واسع كما في أفلام مثل A Few Good Men، التي تُفتتح بشكل ضخم.
نحن بدأنا صغيرين، ثم ظللنا نُعرض لفترة طويلة، ننتقل من مكان إلى آخر. أدينا جيدًا، لكن على نطاق محدود.

أما في أوروبا، فتم التعامل معه كفيلم أمريكي كبير.
في مدينة لندن مثلًا، تفوقنا في الإيرادات على A Few Good Men و The Bodyguard.
نفس عدد النسخ طُرح، لكننا ملأنا الصالات أكثر منهم.

هنا لم يُعرض الفيلم كما لو أنه "فيلم صغير" سيُعرض في قاعة فنية ثم يُنسى. لا. بل تم توزيعه على نطاق واسع، وعُومل كعمل أمريكي ضخم و قد أدى دوره على هذا الأساس.

كنت قبل أيام في "مسرح جلاسكو السينمائي"، وقد أخبروني أنه الفيلم الأكثر نجاحًا لديهم في العرض الأول منذ ثماني سنوات!
سبعة من كل عشرة عروض بيعت بالكامل. وهذه صالة كبيرة، لذا هذا الرقم مهم.

وفي باريس، حيث عُرض الفيلم أول مرة، كانت النتائج مذهلة. حصل على أفضل مراجعات نقدية لذلك العام، وحقق أرباحًا كبيرة في عروض محدودة.
ثم قرروا توسيع العرض بعد هذا النجاح.


السؤال: كم من الوقت عملت في متجر الفيديو؟ وهل يمكنك أن تخبرنا عن بعض تجاربك فيه؟ هل تعرّضتم للسرقة أو طلبات غريبة؟
الإجابة: عملت في متجر فيديو في منطقة "مانهاتن بيتش" في كاليفورنيا، وكان اسمه Video Archives.
عملت هناك لمدة خمس سنوات.

كنا نؤجر أحدث الإصدارات مثل Top Gun وغيرها، لكن تخصصنا الحقيقي كان في الأفلام الأجنبية، والكلاسيكيات، والمسلسلات التلفزيونية، والأفلام الغريبة.
وقد استمتعت جدًا بالعمل هناك كانت تجربة ممتعة.

لعدة سنوات، لم أستطع أن أبيع نصوصي ككاتب، ولم أكن أملك التمويل لصناعة أفلام، فكان المتجر هو وسيلتي الوحيدة للتعبير الفني.
كنت أختار الأفلام، وأوصي بها للزبائن، وأعرضها على الرفوف.

حتى أنني كنت أنظم مهرجانات مصغّرة للأفلام داخل المتجر.
كان لي رفوف خاصة، وفي كل أسبوع كنت أخصص موضوعًا مختلفًا كأنني أدير سينما صغيرة بنفسي.

مثلًا، في أحد الأسابيع أخصصها لأفلام "المبارزات بالسيوف"، وفي الأسبوع التالي لأفلام "مايكل باركس"، أو "أندريه دي تول"، أو أي موضوع غريب يخطر ببالي حسب ما لدينا من أفلام.
وكانت هذه العروض الصغيرة تنجح غالبًا.

ومن الطريف أنه عندما كنت أخصص أسبوعًا لنوع من الأفلام القديمة فقط — مثل "أفلام المبارزات بالسيوف" — لم يكن ذلك القسم ينجح كثيرًا.
لكن عندما أختار نوعًا من الأفلام يشمل القديمة والجديدة — مثل أفلام السرقة مثلًا — كانت تحقق نجاحًا كبيرًا.

وبالفعل، عندما خصصت أسبوعًا لأفلام السرقة، نظرت إلى كل تلك الأشرطة: Thomas Crown Affair، Treasure of the Four Crowns، The Killing، Topkapi...
و كنت قد شاهدت معظمها من قبل، لكني عدت إليها من جديد، وأخذت أتابعها طوال الأسبوع.
وقلت لنفسي: "يا رجل، لم نرَ فيلم سرقة منذ فترة طويلة. أود أن أرى واحدًا جديدًا."
وهكذا... بدأت الفكرة في رأسي.
ثم لاحقًا، كتبت فيلمي الخاص من هذا النوع.

و مسيرتي كممثل. لم ألتحق بأي مدرسة سينمائية أو شيء من هذا القبيل، فقط أخذت دروس في التمثيل لمدة ست سنوات تقريبًا.

كنت دائمًا مولعًا بالأفلام منذ الصغر، وعندما كنت طفلًا وأردت أن أكون جزءًا من عالم الأفلام، كنت أتعاطف مع الأشخاص الذين أراهم على الشاشة، وأردت أن أكون مثلهم. كنت جيدًا في التمثيل، ولكن بعد سنوات من الدراسة، أدركت شيئًا: كان لدي انجذاب أكثر للأفلام نفسها مقارنة بزملائي في الصف. لم يكن يكفيني أن أظهر فقط في الأفلام، بل أردت أن تكون الأفلام ملكي، فغيّرت تخصص حياتي في وقت ما وقررت أن أصبح صانع أفلام.

وبدأت بكتابة السيناريوهات، ليس لبيعها، بل لأخرجها بنفسي. لم أستطع تحقيق ذلك حتى فيلم "Dogs"، وبعد خمس سنوات من الرفض، وقضاء سنوات في مشاريع لم تُثمر، وفي النهاية تجمع كل شيء مع فيلم "Dogs".

بعد خمس سنوات من العدم، تحقق النجاح في سنة واحدة فقط.

تحدثت مع بعض الناس عن ذلك، وفكرت في ذلك المشهد في فيلم "The Misfits"، حيث تقول مارلين مونرو عن حياتها بأنها مضطربة، وكانت تشتكي من شيء سيء حدث لها، فرد كلارك جابل: "هذه هي الحياة، لكنها تسير في الاتجاه الآخر أيضًا، لا تنسى ذلك."

وهذا ما حدث معي. لقد سارت الأمور عكسياً لفترة طويلة، ثم تحولت إلى الأفضل هذه المرة.


أما عن الحياة الشخصية، هل لديك وقت لهوايات؟ هل تمارس ركوب الأمواج مثلاً؟
الإجابة: 
لا، لا أمارس ركوب الأمواج، لا أفعل ذلك.

في الواقع، طريف أن أحد الصحفيين قال إنه يريد عمل تقرير مطول عن كوينتن ليقضي معه بعض الوقت ويرى كيف يقضي يومه، فقلت له: "ما أفعله في يومي هو أن أذهب إلى المطاعم وأشاهد الأفلام."

أنا أستمتع بقضاء الوقت مع أصدقائي، لست من محبي الرياضة ولا أحب أي شيء يتعلق بالكرة، لا شيء على الإطلاق.

لا أحب السيارات أيضًا، رغم أني أحب القيادة، لكني لا أجمع السيارات أو أهوى نماذج السيارات أو شيء من هذا القبيل. أنا مهتم بالأفلام، وخاصة أفلام الرعب.

كما أنني أحب قضاء الوقت مع أصدقائي ومشاهدة التلفاز والتسلية.

وأصبح لدي الآن شغف بالسفر، أحب السفر، وأحب التواجد هنا في لندن، وهذا أمر رائع. أحب الذهاب إلى أماكن مختلفة.

هذا هو ما أحب فعله.

والأمر الرائع الآن، بعد أن أصبحت أعمل في هذا المجال وأكسب المال، أنني أستطيع أن أنفق على ما أحب.

قبل أن أمتلك المال، كنت أصرف كل ما أملك على الأشياء المتعلقة بالأفلام: شراء الفيديوهات، والألبومات، وملصقات الأفلام، ومقتنيات الأفلام. كنت أستدين أحيانًا لأصرف على هذه الأشياء.

والآن، بعدما صار لدي مال أكثر، أستطيع شراء أي شيء أريده تقريبًا، وكل ذلك يُخصم من الضرائب كونه مرتبطًا بالعمل في الصناعة السينمائية.

يا لها من حياة رائعة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرة نصائح في الكتابة والإخراج من دينيس فيلنوف

عشرة أدوار لا تُنسى لمايكل مادسن

ما هو أكثر مشهد "سبيلبرغي" في أفلام سبيلبرغ؟