ما هو صوت الكاتب
إذا كنت مهتمًا بكتابة السيناريو، فلا بدّ أنك سمعت هذه العبارة مرارًا: "جميع كتّاب السيناريو العظماء لديهم صوت خاص."
هناك أسلوب معيّن في كتاباتهم لا يعرّف قصصهم فحسب، بل يُظهر أيضًا للعالم أن لديهم شيئًا يقولونه.
والخبر السار؟
أنت أيضًا لديك صوت.
وإذا كنت تطمح لأن تصبح كاتب سيناريو محترفًا، فعليك أن تتعلّم كيف تُخرجه إلى السطح وتُعبّر عنه.
اليوم، أودّ أن أستعرض معك كيف يمكن تطوير هذا الأسلوب، وكيف تترجمه على الصفحة، وكيف تبني توقيعًا خاصًا بك يُقدّره الآخرون ويجعلهم يرغبون في العمل معك.
فلنبدأ.
كيف تطوّر صوتك ككاتب سيناريو؟
أتذكّر حين كنت في صف كتابة السيناريو مع "لين إليوت" في جامعة بنسلفانيا، وتعلّمت هناك أساسيات السرد القصصي.
قالت لنا: ليست القصة وحدها هي المهمة، بل الطريقة التي تحكي بها القصة.
وكلّما فكّرت في مفهوم "الصوت"، أعود دومًا إلى تلك الجملة.
صوتك هو أثمن ما في كتابتك.
إنه وسيلتك للتعبير عن أفكارك، وقناعاتك، ورؤيتك،
وهو ما يمنح أعمالك "بصمة" مميّزة.
ينبغي أن يتمكّن القارئ من فتح نص من نصوصك ويتوقّع نبرة وأسلوبًا ثابتًا، لأنك تقدّمه بصدق مرة بعد مرة.
ما هو الصوت في الكتابة؟
الصوت ليس القصة، بل هو كيف ترويها.
الصوت هو مزيج من أسلوب السرد في السطور الوصفية،
وطريقة كتابة الحوارات،
وإيقاع النص عمومًا.
بعبارة أخرى: الصوت هو "كيف" تكتب.
كيف تطوّر صوتك؟
لهذا السبب أنت هنا، أليس كذلك؟
الصوت شيء مقدّس.
أنا لا أؤمن كثيرًا بالقدرات الغامضة أو "الإلهام المقدّس"،
لكنّي أؤمن بأن الشغف والصدق في الكلمات يمكن أن ينقلا القارئ إلى مكانٍ آخر.
أما عملية تطوير الصوت؟ فهي أقل قداسة، وقد تكون مزعجة بعض الشيء.
الطريقة الوحيدة لتطوير صوتك ككاتب، هي أن تكتب. وبكثرة.
هناك مقالات كثيرة على الإنترنت تنصحك بتمارين مثل إعادة صياغة مشاهدك المفضلة، أو تقليد مشاهد من أفلام شهيرة...
كل هذا، في رأيي؟ مجرد تمارين فارغة.
لا أؤمن بها. بل أراها مضيعة للوقت.
لكي تصبح كاتبًا، عليك أن تكتب.
لا تضيّع وقتك في محاولات "تصنيع" صوتك من خلال تمارين سطحية.
اكتب أفلامًا طويلة، أو مسلسلات، أو أفلامًا قصيرة.
اكتب قصصًا مكتملة.
استكشف الأنواع التي تُلهمك، وسرديات تُشعل خيالك.
كم من الوقت تحتاج حتى تكتشف صوتك؟
هذه خدعة.
لديك صوت منذ الآن.
لقد وُلدت به.
كل ما تحتاجه هو الوقت والعمل لتُخرجه إلى النور.
جزء من هذه الرحلة هو الصبر، والجزء الآخر هو العمل الجاد.
قد يخبرك آخرون بطرق وأساليب كثيرة لتطوير صوتك... لكن الحقيقة؟
لا يوجد طريق بديل.
لديك صوت.
لديك ما تريد قوله.
وكل مرة تكتب فيها، تتعلّم كيف تعبّر عن نفسك بشكلٍ أوضح.
وكلما كتبت أكثر، كلما تعلّمنا نحن من صوتك أكثر.
وسرعان ما يصبح ذلك طبيعيًا تكتب، فقط تكتب، وصوتك حاضر تلقائيًا.
خلاصة: ما هو الصوت في الكتابة؟
إذا أردت تطوير صوتك ككاتب سيناريو،
فاكتب القصص بأسلوبك الخاص.
تعلّم كيف تبني هيكلها، وتعلّم أيضًا كيف تعكس وجهة نظرك على الصفحة.
امنحنا نبرة وموقفًا في كل مشهد.
فكّر في "كيف" تقول ما تقول، لأن كلماتك تُثير مشاعر وردود فعل.
فاستخدمها بذكاء.
هل لديك أفكار حول هذا الموضوع؟ شاركني رأيك.
تعليقات
إرسال تعليق
هل أعجبك المقال؟ شاركنا رأيك!
نحن نؤمن أن السينما تصبح أكثر إلهاماً حين نناقشها سوياً.