كيف تصنع فيلماً يغيّر العالم؟ دروس من جيك جيلنهال
في حوار جمع بين الممثل جيك جيلنهال والمخرج ديفيد غوردون غرين خلال فعالية في مهرجان SXSW، جرى نقاش عميق حول كيفية صناعة أفلام قوية ترتكز على الشخصيات وتُحدث أثراً فعلياً. إليك أبرز النقاط التي خرجت من هذا اللقاء:
1. يجب أن يحمل الفيلم شيئاً ليقوله
يؤمن جيلنهال بأن أفضل الأفلام ليست مجرد قصص مسلية، بل تلك التي تنطوي على معنى أعمق حتى لو لم يكن ذلك ظاهراً. ليس من الضروري أن يحمل الفيلم رسالة سياسية أو اجتماعية كبرى، بل يكفي أن يلامس جانباً من التجربة الإنسانية، سواء أكان نفسياً أو روحياً أو عاطفياً. يقول: "يجب أن تكون للقصة طبقة لاواعية، لا أن تقتصر على السطح الظاهر".
2. الخوف علامة جيدة
يشير جيلنهال إلى أن الخوف في بعض الأحيان دليل على أن المشروع الذي تعمل عليه يحمل تحدياً حقيقياً، ويدفعك للنمو كفنان. لذلك، إذا شعرت بالخوف من فيلمك، لا تهرب فوراً بل اسأل نفسك عن مصدر هذا الخوف، وما الذي يخبرك به.
3. الشخصية أولاً، لا الفكرة
يرى ديفيد غوردون غرين أن كثيراً من الأفلام تقع في فخ التركيز على "الفكرة" الكبرى وتنسى التفاصيل الدقيقة للشخصيات. ويضرب الحوار مثلاً بفيلمي "Inception" و"Memento"، حيث يخدم الحبكة في أحدهما تعقيد الفكرة، بينما في الآخر تكشف الحبكة عن عمق الشخصيات. الأفضل هو التركيز على بناء الشخصيات، لأن التفاعل الإنساني الصادق أكثر تأثيراً من أي مفهوم معقّد.
4. أفسح المجال لحدس الممثل
من أفضل صفات المخرج الناجح، بحسب جيلنهال، أن يكون مرناً ومتعاوناً، ويعرف متى يترك للممثل حرية الارتجال والبناء على المشهد. فالممثل قد يرى في الشخصية ما لم يره المخرج نفسه، والمخرج الذكي هو من يعرف كيف يدمج تلك اللحظات بذكاء دون فرض السيطرة الكاملة.
5. كيف تصنع فيلماً يغيّر العالم؟
رداً على سؤال من الجمهور، أجاب جيلنهال بأن صناعة فيلم مؤثر يبدأ من طرح سؤال بسيط على الذات: "ما الذي أؤمن به حقاً؟". ليست كل الأفلام بحاجة لأن تكون "مهمة" في نظر الآخرين، فحتى أبسط القصص قد تحمل بعداً سياسياً أو أخلاقياً ضمنياً. يكفي أن تصنع شيئاً ينبع من شغفك الحقيقي، فالناس ينجذبون إلى الصدق.
تعليقات
إرسال تعليق
هل أعجبك المقال؟ شاركنا رأيك!
نحن نؤمن أن السينما تصبح أكثر إلهاماً حين نناقشها سوياً.